كيف نستفيد من التقنية في تربية اطفالنا؟ تجربتي مع Apple TV

اليوم الحديث سينتقل إلى المجال التربوي وكيفية استخدام التقنية في المنزل لتساعد على التربية التي يتطلع لها الوالدين.
لاشك أن مشاهدة التلفزيون جزء لايتجزأ من حياتنا عندما كنا صغاراً وهو الآن كذلك لدى اطفالنا، لذلك وجب علينا ان نعتني ونختار بدقة مايشاهدة اطفالنا.
ماسأتحدث عنه في هذه التدوينة هو خلاصة تجربة لأكثر من سنة مع جهاز Apple TV  وطفلتي يارا ذات الثلاث سنوات.
اشتريت منذ سنة جهاز Apple TV بسعر 99 دولار ولم اكن اعرف بالضبط كيف سيخدمني هذا الجهاز ولكن وددت تجربته حين اغراني البائع بأنه ان لم يعجبني الجهاز فيمكنني اعادته خلال ٣٠ يوم.
للعلم هو جهاز صغير بحجم الكف يتم ربطه بأي شاشة تحمل منفذ HDMI. ويحتوي مجموعة تطبيقات سأتحدث عن المهم منها.
بدأت قصتي معه في استخدام تطبيق YouTube حيث ادخل حسابي واستطعت ان اجد مفضلتي والقوائم التي سبق ان وضعتها والمقاطع التي سبق ان رفعتها على شبكة Youtube.
ذهبت إلى كمبيوتري وبدأت بإعداد قائمة اناشيد تناسب سن طفلتي ومقاطع تعليمية للأحرف والأرقام ومقاطع لأطفال يتلون القرآن.
عندما افتح احد القوائم من جهاز Apple TV واقوم بتشغيل اول مقطع فإنه تلقائياً ينتقل للمقاطع التالية في القائمة Playlist حتى 20 مقطع دون توقف.
تعلمت طفلتي الكثير من هذه المقاطع خصوصاً وأن التلفزيون المحلي لايناسب الثقافة التي اود تربية بنتي عليها وحفظت ولله الحمد بعض سور القرآن الكريم.
كنت اقضي بعض الوقت في البحث في YouTube عن مقاطع مناسبة لبنتي وكم تمنيت بعض الاحيان ان اصنع لها مقاطع كرتونية وقد حاولت عمل ذلك ولكني توقفت للمشاغل، لكني وجدت طريقة رائعة لإيصال الرسائل للطفل وامتاعه بهذه التقنية.
قمت برفع بعض المقاطع التي سبق ان صورتها من جوالي واكتشفت ان يارا تنجذب كثيرا لهذا الأمر فهي تحب ان تشاهد نفسها على شاشة التلفزيون كما كنا نحب ذلك عندما كنا صغاراً.
بدأت بالقيام بتصوير يارا وهي تلعب مع عرائسها، وكذلك وهي تنشد بعض الاناشيد وارفع هذه المقاطع على YouTube واجعلها مقاطع خاصة غير منشورة، وهذا لايأخذ إلا بضع ثواني من خلال جوالي iPhone. ثم بين وقت وآخر اشغل هذه المقاطع ليارا.

استخلصت من تجربتي بضعة نصائح اتركها بين يديك
قم بتسجيل مقاطع فيديو لما تريد من طفلك ان يحفظه مثلا آية الكرسي او الأحرف الهجائية وحبذا لو كنت تصور طفلك أثناء عملية التعلم ليشاهدها لاحقاً وترسخ في ذهنه.
قم بالبحث عن المقاطع التي يحبها طفلك وذلك عن طريق تشغيل انواع مختلفة من المقاطع كالترتونية والمقاطع الغير كرتونية التي فيها اطفال ينشدون او يلعبون ولاحظ مستوى انجذاب طفلك لماتعرضه.
اذا كان طفلك لايحب نوعا ما من المقاطع فلاتستعجل عليه، كل يوم يكبر طفلك ويتغير والمقطع الذي لايعجبه اليوم سيعجبه بالغد، فمثلا لو كان لاينجذب لمقاطع الاحرف الهجائية فاعلم انه لم يحن وقتها بعد والاطفال يختلفون في مستوياتهم على اساس ماسبق ان تعلموه واهتماماتهم.
قم بتغيير المقاطع بين فترة وأخرى لتزيد من مستوى تعرضه لأمور جديدة يتعلمها.
اغتنم هذه الطريقة المفيدة والتي لم تكن متوفرة لنا بالماضي، حينما كنا نشاهد شريط الفيديو عشرات ومئات المرات دون ملل، اما اليوم مع YouTube لست بحاجة لتكرار ماتشاهده.
ربما يستغرب البعض لماذا لا اترك طفلتي تشاهد التلفزيون العادي، فانا متواجد حالياً في امريكا واحمد الله انني تعلمت هذه الطريقة فلا القنوات هنا ولا قنوات الاطفال في المنطقة العربية ترضيني، فهي مجرد اداة تسويق فكر لا ارغب به وتسويق منتجات لا ارغب بشرائها وتسويق لشخصيات تكون قدوة لاطفالنا لا افتخر بها.

يبدو اني خلطت النصائح بغيره ولكن أود ان انبه على ان ادخال التقنية في التعليم امر مهم، وان التعليم يبدأ من المنزل وليس من المدرسة، وكذلك اود أن اذكر ان لجهاز iPad كثير الاثر على تعلم بنتي عد الارقام وانصح بتوفيره لكل طفل عند سن الثالثة.

وانصح باستخدام ميزة المراقبة الأبوية لحجب الغير مناسب عن الطفل فيما لو قام الطفل بنفسه بالتحكم بالجهاز سواء Apple TV او iPad
وأنصح بعدم رمي اطفالنا امام هذه الاجهزة ونسيانهم فهذه الاجهزة يجب أن لايزيد استخدامها عن الحد المألوف والمناسب.

اتمنى ان اكون قد افتدكم بما اعرف وإن كان لديك طريقة تنصحني بها فيسعدني استقبالها في التعليقات مع الشكر الجزيل.